تأسست الجمعية استجابة للاحتياجات غير الملباة في القرى الجنوبية لمحافظة الخليل فيما تعرف بقرى "الخط الغربي" والتي كانت تضمها بلدية الياسرية (بيت عوا، دير سامت، الكوم). وقد تبين بوضوح مدى وجدية تلك الاحتياجات عندما كانت السيدة سارة العواودة ، وهي الرئيسة المنتخبة الحالية للجمعية، تعمل كمسّاح في التعداد الوطني الفلسطيني في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
وكجزء من هذا العمل، ذهبت سارة من بيت إلى بيت في جميع أنحاء قريتها (دير سامت) لملئ استبيانات عن القانطين، والبنية التحتية، وسبل كسب الرزق وجوانب أخرى لكل منزل. ومن خلال الحديث مع منازل شديدة التنوع داخل مجتمعها أصبحت سارة واعية بصورة أكثر حدية ومنهجية لمجموعة المشاكل التي تواجه هذا المجتمع والمجتمعات الأخرى في منطقة الياسرية، وأنه لا يوجد مكان يلجأون إليه.
في البداية، سعت سارة جاهدة لإيصال أولئك الناس بالجهات والمؤسسات المختصة والتي قد توفر الامكانيات والفرص، ولكن سرعان ما وجدت أنه لا يوجد مؤسسة بإمكانها معالجة العديد من تلك المشاكل بصورة فعالة. لذلك فقد قررت أن تجمع مجموعة من النساء سوياً لتأسيس جمعية.
وللقيام بذلك، توجهت سارة لغرفة مقاصة أنشطة المؤسسات الغير حكومية "إن جي أوز"، وأوضحوا الإجراءات المضنية والطويلة المطلوبة لتسجيل مؤسسة جديدة، واقترحوا عليها أن تقوم مجموعتها بأخذ كيان تنظيمي موجود ومسجل ولكنه خامل بدلاً عن ذلك. وعلى وجه التحديد، أظهرت سجلاتهم "جمعية التطوير والنهضة الأسرية الخيرية" والتي تم تأسيسها في 31 يوليو 2003 والتي تم حلها بعد عامين من العمل وبقيت مسجلة ولكن غير نشطة لعدة سنوات. وقررت سارة وفريقها المضي في هذا السبيل، وأجروا انتخابات عامة في شهر يونيو من العام 2009. ومن ثم عرفت المؤسسة ب"جمعية سارة"، مع كون اسمها الرسمي والمسجل "جمعية التطوير والنهضة" .
وانتًخبت سارة كمديرة للجمعية مع مجلس إدارة مكون من 7 أعضاء من النساء، وبدأت الجمعية بالعمل منذ ذلك الحين وبلغ عدد أعضاء هيئتها 129 من النساء والرجال. وتعقد المؤسسة اجتماعين عامين في السنة ويتم تقديم محضر تلك الاجتماعات إلى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، يجتمع المجلس بوتيرة أكبر لاتخاذ قرارات برنامجية قرارات تتعلق بتخصيص الموارد، ويطلب من مختلف أعضاء المؤسسة للقيام بدوره على أساس كل مشروع على حدة.
وفي عام 2012، افتتحت جمعية التطوير والتهضة مكتبها في دير سامت. حيث تنظم فيه فعاليات لبناء القدرات، واجتمعات، وجمع احصائيات وبيانات وفعاليات توعوية. وفي آب 2022، افتتحت الجمعية مكتبة قرطاسية للمستلزمات الطلابية، وذلك لتشجيع التعليم والنشاطات الإبداعية.